تمثال تشرشل حائر بين رؤساء أمريكا.. أزاله أوباما وبايدن وأعاده ترامب مرة أخرى
تعهد الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، بإعادة تمثال نصفى لرئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل، إلى المكتب البيضاوي، وذلك “كعلامة احترام” للزعيم البريطانى العظيم فى زمن الحرب، وفق صحيفة “ديلى ميل” البريطانية.
وتمت إزالة التمثال البرونزى من قبل الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، عندما هزم ترامب فى انتخابات عام 2020، وتم استبداله بتمثال نصفى لناشط الحقوق المدنية سيزار تشافيز.
ووصف ترامب، الذى يدعى أنه من محبى بريطانيا -والذى كانت والدته أسكتلندية- تشرشل بأنه مثله الأعلى. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي: “أحد أول الأشياء التى سيفعلها هو إعادة تمثال تشرشل إلى المكتب البيضاوى كعلامة على الاحترام “.
وأضاف: “دونالد يعتبر تشرشل قدوة له، ويعتقد أنه أعظم زعيم شهده العالم على الإطلاق. وسوف يعيده إلى مكانته المرموقة”.
وكان ترامب قد وصف فى وقت سابق الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار”The Darkest Hour”، من بطولة جارى أولدمان، بأنه “فيلمى المفضل على الإطلاق”.
كان تمثال تشرشل النصفي، الذى صنعه النحات الإنجليزى المعاصر جاكوب إبستاين، هدية من أصدقاء رئيس الوزراء البريطانى الأشهر فى زمن الحرب إلى الرئيس الأمريكى ليندون جونسون فى عام 1965.
ولعقود، احتل تمثال الزعيم البريطانى مكان الصدارة فى المكتب البيضاوى حتى عام 2009، عندما استبدله الرئيس باراك أوباما بتمثال زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج. وفى ذلك الوقت، وصف رئيس الوزراء البريطانى الأسبق بوريس جونسون -الذى كتب سيرة ذاتية لتشرشل حققت مبيعات عالية- تجاهل أوباما لبريطانيا بأنها “كراهية متأصلة للإمبراطورية البريطانية”.
وعندما تغلب ترامب على هيلارى كلينتون -التى ترشحت للبيت الأبيض بعد انتهاء فترتى أوباما- فى انتخابات عام 2016، قام على الفور بإزالة تمثال مارتن لوثر كينج “وأعاد تشرشل إلى مكانه الصحيح”، حسب تعبير الصحيفة البريطانية.
وكان ترامب قد أدان المتظاهرين الذين كتبوا كلمة “عنصرية” على تمثال تشرشل فى ساحة البرلمان فى العاصمة الإنجليزية لندن خلال احتجاجات “حياة السود مهمة”.
ونقلت “دايلى ميل” عن المصدر المقرب من الرئيس الأمريكي: “كان يعتقد ترامب أنه من العار أن يهاجم الناس صورة تشرشل فى حين أنقذ تشرشل العالم من طغيان هتلر”.
أيضًا، أقام ترامب علاقات وثيقة مع عائلة تشرشل خلال فترة ولايته الأولى فى منصبه، حيث زار مسقط رأس الزعيم البريطانى فى قصر بلينهايم.
فى تقريرها، تساءلت “دايلى ميل” عمّا إذا كانت عودة تمثال تشرشل إلى المكتب البيضاوي، ستؤدى إلى تهدئة العلاقات بين الرئيس الأمريكى العائد وحكومة حزب العمال الذى طاله منها كثير من الانتقادات.
وكان وزير الخارجية البريطانى ديفيد لامي، وصف ترامب فى تغريدة عام 2019 بأنه “مغرور، غير أمين، نرجسي، كاره للأجانب”، و”ليس صديقًا لبريطانيا”.
ونقلت الصحيفة عن المؤرخ وكاتب سيرة تشرشل، أندرو روبرتس: “هذه أخبار ممتازة، لكنها لن تكون منطقية إلا إذا دعمها الرئيس ترامب أيضًا من خلال تبنى سياسة تشرشل المميزة فى التحدى ضد الديكتاتوريات الشمولية التى تغزو جيرانها دون استفزاز (قاصدًا روسيا وحربها فى أوكرانيا)”.
وقال المذيع والنائب المحافظ السابق رورى ستيوارت: “أنا سعيد بعودة تمثال ونستون تشرشل إلى المكتب البيضاوي. بغض النظر عن رأينا جميعًا فى دونالد ترامب، فأنا لست من المعجبين به، فمن المهم جدًا لبريطانيا أن نحافظ على علاقة إيجابية مع رئيس الولايات المتحدة، التى تظل القوة التى لا غنى عنها فى العالم ومحور النظام الدولى “.