تحت الأرض.. إسرائيل تعلن استهداف منشأة صواريخ إيرانية في سوريا – قناة مصر اليوم
لم يكن القصف والدمار والقتل وحدهم مصدر معاناة سكان قطاع غزة، حيث يعيشون هذه الأيام مأساة إنسانية أخرى تتمثل في البرد القارس الذي حلّ بهم وهم بلا غطاء أو طعام أو وقود، بل أصبح الوصول إلى الرعاية الصحية أمرًا صعبًا، ولم تتمكن الجهات الحكومية والأممية من تقديم المساعدات الإنسانية الملحة لإنقاذ هؤلاء الأبرياء من الموت.
«مش قادرين نقاوم البرد ولا القصف ولا الضرب.. نعمل إيه؟!».. يتساءل الغزّيون ولا أحد يجرؤ على الإجابة، وبينما يَحَار السكان في غزة بين البحث عن الأمان من القصف والطعام لسد الجوع بات اليوم يبحثون عن الدفء من البرد والسلامة من سيول الأمطار.
خيام غارقة
«ميّتين من البرد»، سيدة مسنة من شمال قطاع غزة تعيش في خيمة بالنصيرات، تصف حالها وحال أسرتها في ظل البرودة الشديدة، وتضيف للغد: «مياه الأمطار بترجع جوا الخيمة، وصرت أطلّع فيها وميّتين وجعانين وكل الشيء فينا».
هذه المرأة وأكثر من مليون فلسطيني في شمالي القطاع وجنوبه يعيشون في خيام النزوح في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية منذ أكثر من 14 شهرًا على التوالي.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأنه يتلقى كل ساعة آلاف المناشدات والاستغاثات من النازحين تشير إلى أن مياه الأمطار جرفت خيامهم في حين لا يستطيعون توفير أي بديل لهم في ظل الاستهداف الإسرائيلي لطواقم الدفاع المدني ومعداته.
وأفاد مراسل مصر اليوم بأن الأمطار الغزيرة غزَت الخيام التي شيّدها النازحون في وسط مدينة غزة، في ظل أوضاع معيشية صعبة.
«الحمد لله هذه عطية الله»، هكذا تقول امرأة شابة، وتضيف للغد: «بس والله ماني قادرة أتمالك.. مياه الأمطار بتدخل في الخيمة.. نزحت من شمال غزة والحمد لله رب العالمين».
نقص شديد في الغذاء والغطاء
وفي ظل دخول المنخفض الجوي قطاع غزة، تزداد المعاناة في المحافظات المختلفة، حيث مئات الخيام غمرتها مياه الأمطار، وجرفتها شواطئ البحر، في ظل نقص شديد في الغذاء والغطاء ووسائل التدفئة.
وقال مراسلنا إن النازحين يحتمون في خيام من البلاستيك والنايلون والأقمشة البالية المنتشرة في الشوارع والأراضي الزراعية وعلى شاطئ البحر ومواقف السيارات وفي المدارس وغيرها من الأماكن التي لا تصلح للحياة.
وأفاد بأنه في ظل هذه الأوضاع المأساوية تلقى الدفاع المدني العديد من الاتصالات والنداءات والاستغاثات من أجل إنقاذ الأطفال والنساء والرجال من مياه الأمطار التي غمرت الخيام في المناطق المختلفة، لكنه لم يتمكن من نقلهم إلى أماكن آمنة.
وأشار المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن أكثر من 135000 خيمة في محافظات القطاع، بينها 110 خيمات مهترئة غير صالحة للسكن، مشددًا على ضرورة إدخال الخيام بسرعة إلى محافظات قطاع كافة.
أمطار فوق الرؤوس
وفي منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس تتعمق الأزمة الإنسانية، نظرا لدخول المنخفض الجوي وهطول كميات كبيرة من الأمطار على خيام النازحين الأمر الذي فاقم من المعاناة الإنسانية.
وتحدث شاب للغد: «مطر فوق راسنا. ومش قادرين على البرد والأطفال عندي كمان.. حرام أنا عندي ست أنفار.. هذه حياة لا تصلح للعيش.. إحنا غرقنا، والأرض مليانة حشرات.. والأطفال بردانين ولا يخرجون من الخيمة.
وأضاف الشاب: «نحنا تعبنا كثير والأطفال قاعدة بتموت من الوضع.. ما في شي نلبس لنحمي نفسنا من البرد».
الاحتلال يرفض دخول الخيام
وفي جنوب قطاع غزة، يخيم على المشهد الأوضاع المأساوية التي يعشيها النازحون جراء الأمطار، بينما يستقبل مستشفى العودة عشرات المرضى بسبب البرد.
ويعيش النازحون أوضاعا إنساسية ومأساوية في خيام مهترئة لا تستطيع العائلات حماية العائلات من البرد القارس، والأوضاع المعيشية بائسة في ضوء التحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة من درجات الحرارة المنخفضة.
وأفاد مراسل مصر اليوم، بأنه لا تستطيع الخيام البالية حماية مليون إنسان من النازحين، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الوفيات بسبب البرد، حيث تُوفّي 7 أشخاص بسبب البرودة الشديدة منهم 6 أطفال رُضّع، ويأتي ذلك وسط رفض الاحتلال الإسرائيلي لدخول المساعدات والخيام التي تحمي الأطفال والنساء والمسنين من الموت.
وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، يعيش النازحون أوضاعا مأساوية، بسبب البرد القارس، فهناك أكثر من 30 مركز إيواء، إضافة إلى وجود أكثر من 50 نقطة إيواء وخيام للمواطنين، في ظل العدوان المتواصل على القطاع، ونقص المواد الغذائية والوقود.
وأفاد مراسل مصر اليوم، بأن الخيام تعرضت للغرق والتدمير بسبب مياه البحر، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة، ومياه الصرف الصحي التي غمرت سوق النصيرات الرئيسي والذي يحوي المئات من الخيام.
وقال إن مستشفى العودة استقبل العديد من المرضى ولا يزال يستقبل حتى الآن بسبب برودة الطقس، خصوصًا الأطفال وكبار السن الذين أصيبوا بنزلات البرد، والنزلات المعوية، في ظل غياب الأغطية وتهالك الخيام، ونقص الغذاء، وفقدان الاتصالات.
ــــــــــــــــــ
مصر اليوم| البث المباشر لقناة مصر اليوم