بعد سنوات من التهجير.. أهالي دير بعلبة يعودون ليواجهوا دمارا شاملا
شعور مختلط، شعر به أهالي حي دير بعلبة الجنوبي بمدينة حمص بعد عودتهم إليه، ليجدوا بيوتهم تم تدميرها بشكل كامل، جراء القصف الذي شنه نظام بشار الأسد وداعموه، انتقامًا من الحي الذي يعد من أوائل المناطق التي شاركت في الثورة السورية.
وقال الناشط السوري سليمان علوش، وهو من أبناء دير بعلبة، إن الحي شارك منذ بداية الثورة في الحراك السلمي واحتضن العديد من رموز تلك الفترة أثناء ملاحقتهم من قبل نظام الأسد.
وأضاف علوش للجزيرة مباشر “الحي يقع بمحاذاة أحياء تركزت فيها مليشيات موالية لنظام الأسد كالعباسية والزهراء، وبعد تهجير استمر 12 عامًا عدنا إلى الحي واتصدمنا بدرجة الدمار الهائل الذي أحدثته مليشيات الأسد فيه”.
وتابع: “اختلطت مشاعر الفرح بالنصر بالحزن والصدمة لدى مشاهدتي لبيتي الذي احتضن طفولتي وذكرياتي وبات شاهدًا على جرائم نظام الأسد الآن بفعل الدمار الحاصل فيه”، مطالبًا بعودة جميع الأهالي والبدء بإعماره من جديد بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الحكومية.
تغيير ديمغرافي
بدوره، أكد المسنّ السوري خالد الدلّو (65 عامًا)، أنه تم تهجيره من حي دير بعلبة إلى لبنان لسنوات قبل أن يعود ويسكن في بيت أحد المهجرين، موضحًا “شاهدت بيوت الحي يتم هدمها لشهور طويلة دون أن يسمحوا لأحد بالتدخل، وجهات طائفية ومليشيات تتبع للأسد وإيران تعمدت التغيير الديمغرافي في الحي”.
وأردف: “قامت قوات الأسد بالاعتداء علينا والتهجم على كل من كان يعود للحي بهدف دفعه للمغادرة وبقينا رغم ذلك ورغم الظروف المعيشية الصعبة وقطع الخدمات بسبب عدم وجود مأوى آخر”.
وناشد الدلّو المسؤولين في الدولة، إيجاد حل لإنقاذ الأسر المشردة بدون مأوى في دير بعلبة، مطالبًا الجميع بالمساهمة في عمليات إعادة الإعمار.
يشار إلى أنه في أواخر عام 2012 اجتاحت قوات نظام بشار الأسد حي دير بعلبة وهجرت أهله البالغ عددهم نحو 40 ألف نسمة بشكل كامل، ومنعت عودة معظمهم على مدى سنوات.