باحث في الشؤون الإسرائيلية: نتنياهو خضع لضغوط ترامب وتل أبيب غير مستعدة لاستئناف الحرب
قال فراس ياغي، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يتجه نحو صفقة تبادل الأسرى بإرادته، بل جاء ذلك تحت ضغوط مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أرسل مبعوثه ستيف ويتكوف لإبلاغ نتنياهو بأن رفض الصفقة قد يؤدي إلى وقف الإمدادات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، على حد قوله.
وأوضح ياغي، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أن نتنياهو يخشى ترامب أكثر من خوفه من وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، لأن ترامب قادر على التأثير في ملفات حيوية مثل المحكمة الجنائية الدولية، والتطبيع، والملف الإيراني، والوضع في الضفة الغربية.
كما أن عائلات الأسرى الإسرائيليين ضغطت على إدارة ترامب، معتبرة أن المعضلة الأساسية في الصفقة كانت نتنياهو وليس (حماس)، مما دفع ترامب إلى التدخل المباشر.
هل ستُستكمل مراحل الصفقة أم تعترضها معوقات؟
وحول مستقبل تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من صفقة التبادل، أشار ياغي إلى أن تنفيذ الاتفاق قد يكون أصعب من التوصل إليه، ولذلك فإن الإدارة الأمريكية تراقب الوضع عن كثب، حيث يوجد مبعوثها حاليًا في القاهرة مع غرفة العمليات القطرية المصرية الأمريكية، لضمان استمرار الاتفاق.
وشدد على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إنهاء الحرب، وأن ترامب يريد “السلام في الشرق الأوسط”، حيث تشاور مع أكثر من 400 “جنرال” ومسؤول إسرائيلي بشأن خطط مستقبلية للحل السلمي، ومع ذلك، فإن هناك عقبات كبيرة تواجه استمرار الصفقة، خاصة مع الضغوط التي يمارسها اليمين الإسرائيلي المتطرف.

الجيش الإسرائيلي منهك ولا يستطيع الاستمرار في القتال
وبشأن احتمال استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، أكد ياغي أن هناك خلافات داخل إسرائيل، حيث أظهر استطلاع لصحيفة “إسرائيل هيوم” أن 17% فقط من الإسرائيليين يدعمون استئناف الحرب، بينما يؤيد 70% إكمال الصفقة بمراحلها كافة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي في حالة إنهاك شديد، وأن التقارير الأمنية رفعت تحذيرات متكررة للقيادة السياسية تحثها على التوجه نحو صفقة تبادل الأسرى، لأن الاستمرار في القتال قد يؤدي إلى خسائر جسيمة دون تحقيق أهداف حقيقية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي جيش صغير لا يستطيع خوض معارك طويلة دون استدعاء الاحتياط، وهو ما قد يؤثر في قطاعات اقتصادية حيوية مثل التكنولوجيا والصناعة.
خيارات نتنياهو
وحول مستقبل حكومة نتنياهو، أوضح ياغي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام 3 خيارات رئيسة:
1- رفض ضغوط ترامب واستئناف القتال، مما سيؤدي إلى خسائر على المستوى الدولي والإقليمي.
2- الذهاب إلى انتخابات مبكرة، وهو احتمال قائم إذا انسحب سموتريتش وبن غفير من الحكومة.
3- تشكيل حكومة جديدة مع غانتس ولابيد، تكون مهمتها تنفيذ خطة سياسية برعاية أمريكية.
وأكد ياغي أن ما يحدث الآن كله هو تمهيد لخطة سيطرحها ترامب لاحقًا، التي تتطلب إعادة ترتيب الأوضاع في غزة، وإيجاد إدارة جديدة للقطاع، ووضع ترتيبات أمنية طويلة الأمد.
إسرائيل لن تستطيع استئناف الحرب دون دعم أمريكي
وختم ياغي حديثه بالتأكيد أن إسرائيل لا تستطيع استئناف القتال في غزة أو أي مكان آخر دون دعم أمريكي، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب لا ترغب في أي حروب جديدة، حتى فيما يتعلق بإيران، حيث تفضل التفاوض وفرض العقوبات بدلًا من المواجهة العسكرية.
وأضاف أن الوضع الحالي في إسرائيل يشهد مزايدات سياسية داخلية، لكن الواقع يؤكد أن الجيش غير مستعد لحرب طويلة، والولايات المتحدة لن تسمح باستمرار الحرب دون ضوابط واضحة.