انقسام داخل إسرائيل بشأن صفقة المحتجزين والتهدئة في غزة – قناة مصر اليوم
في ظل التقارير التي تتحدث عن تقدم المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة، المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة حماس، تتباين الرؤى في الداخل الإسرائيلي بشأن تلك الصفقة التي تُفضي أيضًا إلى وقفٍ لإطلاق النار وإنهاء الحرب في القطاع المحاصر.
ومن جديد أعاد رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عرضة بتقديم شبكة أمان لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تحاشيا لانهيار الحكومة في ظل تهديدات وزراء اليمين بالانسحاب حالة التوصل لاتفاق وانهاء الحرب.
وقال لابيد إنه على استعداد لتقديم «شبكة أمان» لرئيس الوزراء في حال إتمام الصفقة، مضيفًا أن مسؤولا قطريا أبلغه بأن حماس لا ترغب بهدم الصفقة.
وأضاف لابيد: «أُذكّر نتنياهو أنه ليس بحاجة إلى بن غفير وسموتريتش لإتمام الصفقة، لقد عرضتُّ عليه شبكة أمان سياسية لدعم صفقة الأسرى، هذا العرض ما زال ساريًا».
وأمس، التقى لابيد مسؤولًا قطريًّا رفيع المستوى في العاصمة الفرنسية باريس، لمناقشة جهود التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس.
وأكد لابيد خلال اللقاء، الذي حضره ممثل من السفارة القطرية في باريس وممثلون عن عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، أهمية تسريع الجهود لإتمام الصفقة، مشددًا على أن السياسة لا ينبغي أن تعرقل هذه العملية الإنسانية.
كذلك أعلن رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني، أفيغدور ليبرمان، دعمه للصفقة، مؤكدًا أنه ما زال هناك فرصة لإنجاز صفقة تُعيد دفعة واحدة جميع المحتجزين.
وقال ليبرمان، في تصريحات له، إن «من يرفض الصفقة يُفضل مصلحة ائتلافه على حساب المصلحة القومية»
بدورها، أكدت أحزاب الحريديم في حكومة نتنياهو دعمها للصفقة التي يجري العمل على إبرامها.
وأعرب عضو الكنيست يعقوب آشر، من حزب «يهودت هتوراه» الحريدي عن دعمه للصفقة، قائلا: «سندعم أي تحرك لتحرير المحتجزين».
كذلك رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وزير الجيش السابق، بيني غانتس، قال إن «تحقيق الخطوط العريضة لعودة المحتجزرين قيمة عليا وضرورة استراتيجية، وعدم إعادتهم والتخلي عنهم كارثة وطنية».
أصوات رافضة
على الجانب الآخر، هناك أطراف ترفض الصفقة، وأبرزها وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إن «الصفقة تشكل كارثة على الأمن القومي الإسرائيلي»، مشددًا على أنه لن يسمح بتنفيذها.
وفي منشور عبر منصة «إكس»، أوضح أن حزبه «الصهيونية الدينية» لن يكون جزءًا من الصفقة، قائلاً: «لن نكون جزءًا من صفقة استسلام تتضمن إطلاق سراح الإرهابيين الكبار (الأسرى الفلسطينيين)، ووقف الحرب، ومحو إنجازاتها التي تحققت بدماء كثيرة، وإطلاق سراح العديد من المحتجزين»، على حد زعمه.
ودعا الوزير اليميني المتطرف إلى مواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة وعدم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، مطالبًا بمنع إدخال المساعدات الإنسانية بشكل قاطع.
وأضاف: «هذا هو الوقت المناسب للاستمرار بكل قوتنا في غزو القطاع بأكمله وتطهيره، والسيطرة على المساعدات الإنسانية من حماس وفتح أبواب الجحيم على غزة حتى الاستسلام الكامل لحماس وعودة جميع المحتجزين».
وعلى نهج سموتريتش، يرفض والأمن القومي اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، إتمام صفقة مع غزة تؤدي إلى وقف إطلاق النار، مطالبًا باستمرار القتال حتى يجري تدمير حماس وإعادة جميع المحتجزين.
ورفض بن غفير، في وقت سابق، اقتراح السلام الذي طرحه الرئيس الأميركي، جو بايدن في مايو/ أيار من العام الماضي، وما زال مصممًا على موقفه.
مسودة نهائية
واليوم، كشف مسؤول مطلع على المفاوضات، لوكالة رويترز، عن أن قطر التي تقوم بدور الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس، سلّمت الجانبين «مسودة نهائية» بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين بهدف إنهاء الحرب في قطاع غزة، إلا أن مسؤولا إسرائيليا نفى لرويترز تلقي إسرائيل من قطر مسودة المقترح.
وأكد المسؤول أن انفراجة جرى التوصل إليها في الدوحة بعد منتصف الليل عقب محادثات بين قيادات المخابرات الإسرائيلية ومبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ورئيس الوزراء القطري.
وفي تقرير لوكالة أسوشيتد برس، أفادت بأن الوسطاء حققوا تقدما كبيرا خلال الليل نحو التوسط في وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، حسبما قال مسؤولون.
وأكد للوكالة ثلاثة مسؤولين إحراز تقدم، وقالوا إن الأيام المقبلة ستكون حاسمة لإنهاء أكثر من 15 شهرا من القتال الذي أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط.