المجلس الوزاري الأمني لم يحسم قرار الانسحاب من لبنان – قناة مصر اليوم

قالت القناة 14 الإسرائيلية فجر اليوم الجمعة إن جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر قد انتهت دون قرار حاسم بشأن الانسحاب من لبنان.

وكانت جلسة الكابينت قد عقدت لنقاش خطة إسرائيل مع قرب انتهاء مهلة الستين يوما التالية لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، حيث يتوجب على إسرائيل وفقا للاتفاق أن تنهي وجودها تماما بالجنوب اللبناني قبل صباح يوم الإثنين الموافق 27 يناير/ كانون الثاني.

ورجّحت مصادر إسرائيلية في وقت سابق أن الجيش لن ينسحب بالكامل من جنوب لبنان يوم الأحد.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، أن إدارة ترمب حثت تل أبيب على الانسحاب من لبنان الأحد المقبل وفقًا للاتفاق.

و طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من واشنطن السماح لإسرائيل بالبقاء في عدد من النقاط والمواقع في جنوب لبنان.

تعنت إسرائيلي

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن قوات الجيش الإسرائيلي تطلب «وقتًا إضافيًا» لإتمام بعض الأهداف بجنوب لبنان.

وأفادت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي طلب من القيادة السياسية المزيد من الوقت للتعامل مع البنية التحتية لحزب الله التي توجد في العديد من القرى والمناطق التي لم تصل إليها القوات بعد.

وزعمت إسرائيل أمس الخميس أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني لا يتم تنفيذها بالسرعة الكافية ولا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به.

وينص الاتفاق على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وأن يسحب حزب الله مقاتليه وأسلحتها من المنطقة ذاتها مع انتشار قوات الجيش اللبناني هناك، وذلك خلال فترة ستين يوما تنتهي الساعة الرابعة صباح يوم الاثنين المقبل (02.00 بتوقيت غرينتش).

وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي اتفقت إسرائيل وحزب الله على وقف إطلاق النار بوساطة أميركية وفرنسية، مما أنهى قتالا استمر لأكثر من عام بعد أن اندلع على خلفية حرب غزة.

وبلغ القتال ذروته مع شن إسرائيل حربا على لبنان أدت إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص في لبنان.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية دافيد مينسر للصحفيين «هناك تحركات إيجابية حيث حل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل محل قوات حزب الله، مثلما ينص الاتفاق»، في إشارة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

وأضاف «أوضحنا أيضا أن هذه التحركات لا تتم بالسرعة الكافية، وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به»، مؤكدا أن إسرائيل تريد استمرار الاتفاق.

ولم يرد مينسر بشكل مباشر على أسئلة حول ما إذا كانت إسرائيل قد طلبت تمديد الاتفاق، كما لم يوضح ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستبقى في لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يوما.

حزب الله يرفض تأجيل الانسحاب

من جهته قال حزب الله في بيان إن هناك «بعض التسريبات التي تتحدث عن تأجيل العدو لانسحابه والبقاء مدة أطول في لبنان… لن يكون مقبولا أي إخلال بالاتفاق والتعهدات».

وأضاف البيان أن حدوث أي تأجيل يستدعي «من الجميع وعلى رأسهم السلطة السياسية في لبنان وبالضغط على الدول الراعية ‏للاتفاق، إلى التحرك بفعالية ومواكبة الأيام الأخيرة للمهلة بما يضمن تنفيذ الانسحاب الكامل ‏وانتشار الجيش اللبناني حتى آخر شبر من الأراضي اللبنانية وعودة الأهالي إلى قراهم سريعا».

كما جاء في البيان «أي تجاوز لمهلة الستين يوما يُعتبر تجاوزا فاضحا للاتفاق وإمعانا في التعدي على السيادة ‏اللبنانية ودخول الاحتلال فصلا جديدا يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل ‏والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية بفصولها كافة لاستعادة الأرض وانتزاعها من براثن ‏الاحتلال».

وكانت إسرائيل قد زعمت أن حربها في لبنان تهدف إلى تأمين عودة عشرات الآلاف الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في شمال إسرائيل بسبب نيران صواريخ حزب الله.

ووجهت إسرائيل لحزب الله ضربات موجعة خلال الصراع، إذ اغتالت أمينه العام السابق حسن نصر الله وكبار قيادات الحزب ودمرت جزءا من سلاحه.

فرنسا: إسرائيل تسحب قواتها من لبنان

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الخميس إن إسرائيل أنهت الأعمال القتالية وتسحب قواتها من لبنان وإن الجيش اللبناني توجه إلى مواقع مخازن الذخيرة التابعة لحزب الله ودمرها.

وأشار إلى أنه لا يزال ينبغي بذل المزيد لتعزيز وقف إطلاق النار. وأضاف «هل انتهينا؟ لا. سنحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقيق النتائج».

ووفقا لرويترز، قال ثلاثة دبلوماسيين يوم الخميس إنه يبدو أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في بعض أجزاء جنوب لبنان بعد انقضاء مهلة الستين يوما.

تحركات لبنانية

وذكر مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى إن الرئيس جوزيف عون أجرى اتصالات مع مسؤولين أمريكيين وفرنسيين لحث إسرائيل على استكمال الانسحاب ضمن الإطار الزمني المحدد.

وقالت الحكومة اللبنانية للوسطاء الأميركيين إن عدم انسحاب إسرائيل في الموعد المحدد قد يعقد انتشار الجيش اللبناني، مما سيوجه ضربة للجهود الدبلوماسية والأجواء المتفائلة في لبنان منذ انتخاب عون رئيسا في التاسع من يناير كانون الثاني.