الصفقات الشتوية.. وحسابات الستة الكبار في البريميرليغ
انطلقت منذ أيام قليلة فترة الانتقالات الشتوية للاعبي كرة القدم، وهي الفترة التي تبدأ بانتظام مع حلول الأول من يناير/كانون الثاني، وتمتد حتى نهاية يوم 31 من الشهر نفسه.
وما أن يُفتح الباب أمام الأندية لاختيار صفقاتها الجديدة، حتى تنطلق التكهنات والشائعات حول العديد من الأسماء التي تتطلع الأندية للتعاقد معها، خصوصا الأندية الأوروبية الكبيرة ذات الشعبية والواسعة، لا سيما أندية الدوري الإنجليزي لكونه الدوري الأكبر والأشهر بين الدوريات كلها، وعلى نحو خاص الأندية الستة الكبيرة، التي تتنافس بشكل دائم على الفوز بالبطولة، وعلى المراكز الثلاثة التالية لضمان المشاركة في دوري الأبطال، وهي أندية مانشستر سيتي، وليفربول، ومانشستر يونايتد، وأرسنال، وتشيلسي، وتوتنهام هوتسبير.
في هذا التقرير يلقي موقع “الجزيرة مباشر” الضوء على احتياجات تلك الأندية الستة، وأهم المراكز التي تسعى لتدعيمها، في فترة الانتقالات الحالية، وفقا لرؤية موقع “ترانسفير ماركت” وهو أكبر المواقع الرياضية في العالم وأهمها متابعة لسوق انتقالات اللاعبين.
1 – مانشستر سيتي
واجه مانشستر سيتي مشكلة فنية كبيرة أدت إلى تراجع مستواه ونتائجه، بعد إصابة نجمه الإسباني ردوري لاعب الوسط المحوري، الذي كان قد أصيب بقطع في الرباط الصليبي، تتطلب غيابه عن الملاعب 6 أشهر، وقد أدى غيابه إلى انهيار فريق بيب غوارديولا، الذي فشل في توفير البديل، خاصة في ظل تراجع مستوى أداء الثلاثي الكرواتي ماتيو كوفاسيتش، والألماني إلكاي غوندوغان، والإنجليزي ريكو لويس.
ويُتوقع أن يكون أحد أهم أولويات الفريق في هذا الشتاء، التعاقد مع لاعب وسط مدافع، يملك المواصفات نفسها التي يملكها رودري، بيد أن هذه المهمة ستكون شاقة جدا، نظرا إلى الإمكانات الفنية والبدنية الكبيرة التي يتمتع بها رودري وتجعله لاعبا فريدا، لكن هناك لاعبا يُتوقع أن يكون هو هدف السيتي، وهو الإسباني مارتين زوبيمندي لاعب ريال سوسيداد، الذي كان هو البديل المباشر لرودري في منتخب إسبانيا أثناء مشاركة الفريق في بطولة أمم أوروبا التي حصد المنتخب الإسباني لقبها، ووفقا لـ”ترانسفير ماركت” فإن القيمة السوقية للاعب تبلغ 60 مليون يورو.
كما ارتبط سيتي بشكل أقل اهتماما باللاعب الإنجليزي آدم وارتون، الذي يلعب لنادي كريستال بالاس.
وبعيدا عن مركز الوسط المدافع، فإن السيتي يفكر وبشكل قوي في ضم المهاجم المصري عمر مرموش المحترف بصفوف نادي آينتراخت فرانكفورت الألماني.
2 – ليفربول
كان أداء ليفربول رائعا هذا الموسم تحت قيادة مدربه الهولندي الجديد أرني سلوت، فقد تصدر الفريق قمة جدول الدوري الإنجليزي، متقدما بفارق 6 نقاط على أرسنال، مع مباراة إضافية تبقى لليفر، ومع ذلك فهناك مشكلة واحدة تؤرق النادي أثناء سعيه للفوز باللقب، ألا وهي عدم اليقين بشأن مستقبل 3 من كبار نجوم الفريق، تنتهي عقودهم بنهاية هذا الموسم، ومن ثم يحق لأي منهم التفاوض مع أي ناد آخر في فترة الانتقالات الحالية.
على رأس هؤلاء النجم المصري محمد صلاح هداف الفريق، ومعه الإنجليزي ترينت ألكسندر أرنولد الظهير الأيمن، والهولندي فيرجيل فان ديك قلب الدفاع.
وإذا كان الثنائي صلاح وفان ديك في الثلاثينيات من العمر، ومن ثم قد يقبل الجمهور رحيل أي منهما، فإن المشكلة الحقيقية ستكون في ألكسندر أرنولد لكونه صغير السن (26 عامًا) فضلا عن أنه أحد أهم المكونات الدفاعية للفريق، وبالتالي فإن رحيله عن النادي سيمثل أزمة كبيرة، وهو ما يعني أن النادي أصبح في حاجة للقتال من أجل الحفاظ عليه، إلا أن هناك مشكلة ستواجه إدارة الريدز للاحتفاظ باللاعب، وهي دخول ريال مدريد على خط المفاوضات مع أرنولد، حيث تشير الأنباء إلى أن اللاعب أصبح قريبا جدا من الانضمام للنادي الإسباني.
3 – مانشستر يونايتد
بعد النتائج المتواضعة التي حققها مانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي هذا الموسم، وجعلته يقبع الآن في المركز الثالث عشر، فقد أصبح الفريق بحاجة ماسة إلى دعم العديد من المراكز.
لكن أكبر مشكلة للفريق في هذه الفترة، ستكون في إيجاد حل لمشكلة الجناح الإنجليزي ماركوس راشفورد، الذي غاب عن عدد من المباريات بسبب مشاكل تأديبية مع الرئيس الجديد، وتشير التقارير إلى أن يونايتد على استعداد للسماح لراشفورد بمغادرة النادي هذا الشهر، ويحتمل أن تكون الوجهة إلى ميلان الإيطالي، وهو أحد الأندية المهتمة بالتعاقد مع اللاعب.
وإذا اختار مانشستر يونايتد التعاقد مع مهاجم جديد بدلا من راشفورد، فإن المهاجم الذي ارتبط اسمه باستمرار بالنادي منذ وصول المدرب البرتغالي روبن أموريم هو المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس، الذي عمل معه مدرب اليونايتد في سبورتنغ لشبونة البرتغالي من قبل، وتبلغ قيمته السوقية الحالية 75 مليون يورو.
4 – أرسنال
تأتي فترة الانتقالات الحالية وكأنها فُتحت خصيصا خدمة لأرسنال، الذي تلقى أكثر من صفعة هذا الموسم، نتيجة إصابة بعض لاعبيه الأساسيين، خصوصا الثنائي المهم جدا، الإنجليزي بوكايو ساكا، والنرويجي مارتن أوديغارد، فقد ظهرت آثار غياب هذين النجمين في قلة حصيلة الأهداف المسجلة، وفي تراجع إيجاد الفرص للمهاجمين.
وقد كان هناك عدد من الأسماء الهجومية المرتبطة باستمرار بالغانرز في الأسابيع الأخيرة، أبرزهم البرازيلي ماثيوس لكونه مهاجم ولفرهامبتون.
ونجم آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز مرتبط اسمه بالأرسنال هو الكاميروني بريان مبيومو مهاجم برينتفورد، وهو أحد هدافي البريميرليغ الآن ولديه 13 هدفا، كما أشارت تقارير أخرى إلى أن أرسنال تقدم بمقترح لضم لاعب نادي بوتافوغو البرزايلي، وهو المهاجم البرازيلي إيغور غيسوس.
5 – تشيلسي
على الرغم من إنفاق تشيلسي أكثر من 1.5 مليار يورو منذ أن أصبح الملياردير تود بوهلي مالكا النادي، فإنه لا يزال يعاني من بعض الثغرات في تشكيلته الأساسية، هذا بالرغم من أن الفريق حقق حتى الآن أكثر من المتوقع منه، تحت قيادة مديره الفني الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، واحتلال الفريق للمركز الرابع في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز.
مشكلة تشيلسي تبدو كبيرة بشكل ملحوظ في خط الدفاع، خصوصا بعد إصابة المدافع الفرنسي لويسلي فوفانا، وكان النادي قد استدعى مؤخرا قلب الدفاع الأرجنتيني المراهق آرون أنسلمينو من بوكا جونيورز، إلا أنه من غير المرجح أن يكون اللاعب البالغ من العمر 19 عاما جاهزا للدخول مباشرة في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، وتشير التقارير إلى أن النادي مهتم بقائد كريستال بالاس الإنجليزي مارك جويهي.
6 – توتنهام
المشكلة الدفاعية نفسها التي تؤرق البلوز، يعاني منها توتنهام أيضا، ألا وهي نقص المدافعين الجيدين، وهي مشكلة ظهرت واضحة بغياب لاعبي قلب الدفاع الأساسيين الأرجنتيني كريستيان روميرو والهولندي ميكي فان دي فين، اللذين حل محلهما الثنائي الروماني رادو دراجوسين والإنجليزي أتشي غراي، إلا أن الأخيرين لم ينجحا في تعويض غياب النجمين الأساسيين، حتى أن توتنهام أصبح يستقبل الأهداف بمعدل ينذر بالخطر، لذلك من المرجح أن يكون جلب قلب دفاع في يناير/كانون الثاني هو أحد أهم الأولويات داخل نادي توتنهام.
توتنهام كان قد عقد مؤخرا أول صفقاته الشتوية، بشراء حارس المرمى التشيكي أنطونين كينسكي، من نادي سلافيا براغ، مقابل 16.5 مليون يورو، كما ارتبط اسم النادي في الأيام الأخيرة بانتقال مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي راندال كولو مواني، الذي يُقال إنه سيُسمح له بمغادرة النادي الباريسي على سبيل الإعارة في يناير/كانون الثاني الجاري.