السودان.. 68 قتيلا في هجوم بمسيرة على مستشفى في دارفور – قناة مصر اليوم
أفادت مصادر طبية بالسودان عن مقتل وإصابة العشرات في هجوم بمسيرة طال أحد آخر المستشفيات التي ما زالت في الخدمة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور السودانية.
وقالت شبكة أطباء السودان إن 68 شخصا قتلوا وأصيب 19 آخرين جراء القصف الصاروخي على المستشفى السعودي بالفاشر.
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 نزاعا داميا بين قوات الجيش وعناصر الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.
وسيطرت قوات الدعم السريع على منطقة دارفور (غرب) بالكامل تقريبا.
حصار الفاشر
كما تحاصر الفاشر منذ مايو/آيار لكنها لم تتمكن من السيطرة على المدينة حيث تتصدى لها مجموعات مسلحة متحالفة مع الجيش.
وذكر المصدر الطبي أن مسيرة لقوات الدعم السريع استهدفت المبنى ذاته قبل عدة أسابيع.
والأسبوع الماضي، دعت قوات الدعم السريع في بيان كل قوات الجيش وتلك الحليفة له إلى مغادرة الفاشر بحلول بعد ظهر الأربعاء، مشيرة إلى أنها مستعدة لتنفيذ «هجوم وشيك».
وأعربت الأمم المتحدة عن قلق بالغ، داعية الطرفين إلى ضمان حماية المدنيين في المدينة المقدر عددهم بنحو مليونين.
وقال سيف ماغانغو المتحدث باسم مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان الأربعاء «يعاني سكان الفاشر كثيرا بالفعل منذ أشهر جراء عنف عبثي وانتهاكات وتجاوزات وحشية، لا سيما في سياق الحصار المطول لمدينتهم».
مسيّرات متطوّرة
وتفيد أرقام رسمية بأن ما يصل إلى 80% من منشآت الرعاية الصحية في أنحاء البلاد خرجت عن الخدمة.
وبحسب المصدر الطبي، ليست هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها المستشفى العسكري للقصف، فقد استهدفته قوات الدعم السريع قبل عدة أسابيع.
ويشهد قطاع الصحة في الفاشر هجمات متكررة، إذ قالت منظمة أطباء بلا حدود هذا الشهر إن المستشفى السعودي هو المستشفى الوحيد العام القادر على إجراء العمليات الجراحية الذي ما زال صامدا.
وبين 9 ديسمبر/كانون الأول و14 يناير/كانون الثاني، رصد «مختبر الأبحاث الإنسانية» التابع لجامعة يالـ3 مسيّرات متطوّرة في محيط مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، على مسافة حوالى 200 كيلومتر جنوبا.
وأشار في تقريره إلى أن هذه المسيرات الصينية الصنع تتمتع بقدرات كبيرة على المراقبة والمناورة الحربية ويمكن تزويدها بذخائر جوّ-أرض.
اتهامات متبادلة
ويأتي القصف الأخير على دارفور حيث يعيش ربع سكان السودان وتحاول قوات الدعم السريع بسط سيطرتها، في ظلّ إحراز الجيش تقدّما في مناطق أخرى من البلاد.
وعلى بعد حوالى 800 كيلومتر شرقا، أعلن الجيش استعادة السيطرة على مصفاة الخرطوم النفطية الكبيرة وكسر الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة في الخرطوم منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
وفي مطلع الشهر، استعاد الجيش مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة والتي تعتبر موقعا زراعيا حيويا في وسط السودان، بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وأدت الحرب حتى الآن إلى سقوط عشرات آلاف القتلى بينما نزح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.
وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف المدنيين وشن قصف عشوائي على منازل وأسواق ومستشفيات، وعرقلة دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وقبيل انتهاء ولايته، فرض الرئيس الأميركي السابق جو بايدن عقوبات على البرهان. واتّهمت إدارته الجيش السوداني بشن هجمات على مدارس وأسواق ومستشفيات واستخدام الحرمان من الغذاء سلاحا في الحرب.
وجاءت تلك العقوبات بعد نحو أسبوع على فرض واشنطن عقوبات على دقلو الذي اتّهمت قواته بـ«ارتكاب إبادة جماعية».