منوعات

الداخلية تكشف غموض العثور على جثة لواء شرطة سابق وزوجته بأسيوط | العيون الساهرة

اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت

0:00

نجحت مباحث أسيوط في أقل من 24 ساعة في كشف غموض حادثة العثور على جثتي لواء شرطة بارز بالمعاش وزوجته، مقتولين داخل شقة مشتعلة بأسيوط، حيث كشفت التحقيقات أن وراء الجريمة نقاش وشريك له، استهدفا سرقة مشغولات ذهبية تُقدّر قيمتها بـ 650 ألف جنيه.

وأظهرت التحريات أن المتهمين أقدموا بعد الجريمة على فتح الغاز داخل الشقة في محاولة لإشعال حريق لإخفاء معالم جريمتهما، وهو ما كان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة تهدد حياة سكان العمارة، إلا أن قوات الحماية المدنية تمكنت من السيطرة على الحريق في بدايته.

كان اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط قد تلقى إخطارا من مأمور مركز شرطة قسم ثاني أسيوط يفيد ورود بلاغ لغرفة عمليات النجدة بنشوب حريق في برج سكني بمنطقة فريال وسط حي شرق أسيوط.

وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة وسيارات الإطفاء والإسعاف لموقع البلاغ، وتبين صحة الواقعة ونشوب حريق بالبرج السكني بالشقة بالدور الثامن وتمكنت قوات الحماية المدنية وسيارات الإطفاء من السيطرة على الحريق، وعثر داخل الشقة على جثة اللواء “محمد محسن بداري ” 63 عامًا، لواء شرطة سابق وزوجته “هدى ب” 68 عامًا، جثتين هامدتين وعليهما آثار جروح واصابات تشير لوجود شبهة جنائية.

على الفور تم إخطار اللواء محمود أبو عمرة مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، الذي أمر على الفور بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى من الإدارة العامة للمباحث الجنائية بالاشتراك مع المباحث الجنائية بأسيوط لسرعة كشف غموض الحادث وملابسات وظروف الواقعة.

وبالمعاينة الأولية عثر على جثتيهما بها إصابات وجروح مما يشير إلى مقتلهما قبل اشتعال النيران في الشقة، بالإضافة إلى رصد سرقة بعض محتويات الشقة وتبين اندلاع الحريق نتيجة لتسريب الغاز بشكل مفتعل وتم نقل الجثتين والتحفظ عليهما تحت إشراف النيابة لعرضها على الطبيب الشرعي والبحث الجنائي لمعرفة أسباب الوفاة.

كما بدأت النيابة العامة في مباشرة التحقيقات في الواقعة حيث طلبت تحريات البحث الجنائي حول ملابسات وظروف الواقعة، واستعجال تفريغ كاميرات المراقبة بالعقار محل الواقعة والعقارات المجاورة وأمرت بانتداب فريق من الأدلة الجنائية لمعاينة الشقة ورفع البصمات، فضلًا عن انتداب الطب الشرعي لإعداد تقرير الصفة التشريحية لبيان أسباب الوفاة والتصريح بالدفن بعد الانتهاء.

وبالفعل سرعان ما بدأ فريق البحث المشكل تحرياته بسماع أقوال الشهود واستجواب الجيران وكل من له صلة بالواقعة أو تواجد على فترات متقاربة بالقرب من مكان الجريمة والتحفظ على كاميرات المراقبة في محيط الحادث لسرعة كشف ملابسات الواقعة وتحديد هوية مرتكب الحادث وضبطه.

من هو اللواء محسن بداري

اللواء محمد محسن علي طه سليل عائلة بداري العريقة التي لعبت دورا هاما في اعمار أسيوط ابن محافظة أسيوط ضابط مكافحة المخدرات الشهير تخرج في الدفعة 1975م من كلية الشرطة وكان يتمتع بخبرة واسعة في مجال العمل الأمني ومكافحة الجريمة وخاصة المخدرات والأمن العام شغل العديد من المناصب أهمها رئيس مباحث قسم شرطة ثاني أسيوط ومدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومساعد وزير الداخلية والرئيس الحالي للجامعة الإلكترونية الدولية ومن قبلها نائب رئيس الجامعة الدولية والتي حصل منها على درجة الدكتوراه في القانون عام 2013 ولديه بنتان تحمل كل منهما درجة الدكتوراة.

كان للواء محسن بداري قصة مثيرة في الواقعة الشهيرة 8 أكتوبر 1981والتي حكت أحداثها الحلقة 21 من مسلسل الاختيار 2 وجسد دور اللواء الفنان ماجد الكدواني ليحكي تفاصيل العملية الإرهابية الأكثر دموية على الإطلاق والتي عرفت بأحداث أسيوط أكتوبر 1981 في الهجوم الذي قامت به جماعة تنظيم الجهاد على مديرية أمن أسيوط وراح ضحيتها 181 شهيدا.

تلك العملية التي تعد الأبرز في العمليات البشعة التي نفذها مجلس شورى الجماعة، ووصفها الإرهابي أيمن الظواهري، بأنّها مجرد انتفاضة عاطفية جاءت متأخرة بعد استشهاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات بيومين.

حيث اتفق التنظيم على مواصلة خطة قلب نظام الحكم باستهداف خمسة أهداف للأمن في أسيوط هي مديرية الأمن هناك وقسم ثان والدورية اللاسلكية ومباحث أمن الدولة والمباحث الجنائية ونقطة شرطة إبراهيم، ثم الزحف بعد ذلك لمحافظات الوجه البحري وتثوير الجماهير. وصولًا إلى القاهرة التي سيكون عناصر الجهاد قد سيطروا فيها على الإذاعة والصحف والمناطق العسكرية الحساسة.

وفي تلك الواقعة كان اللواء الراحل محسن بداري رائد ويشغل منصب رئيس مباحث قسم ثان أسيوط وقال وقتها إنه أصيب في تلك المهمة على يد كل من عاصم عبد الماجد وناجح إبراهيم وماجد العطيفي وأصيب بعدة طلقات نارية في بطنه لكنه قاوم حتى وصل لسيارته وقادها واتجه للمستشفى حاملا أمعاءه التي تخرج بين يديه ونجا من ذلك الحادث بأعجوبة وربما كان وقتها في عداد الشهداء ولكن كتب له عمر جديد وكان هو الشاهد رقم 2 في تلك القضية.

زر الذهاب إلى الأعلى