الحكومة السودانية تندّد بالعقوبات الأميركية ضد البرهان – قناة مصر اليوم
رفضت وزارة الخارجية السودانية عقوبات أميركية «غير أخلاقية» أُعلن الخميس فرضها على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، معتبرة أنها تفتقر «لأبسط أسس العدالة والموضوعية».
وجاء في بيان للخارجية السودانية منتصف ليلة الخميس/ الجمعة أن قرار فرض العقوبات «لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة»، بعد 21 شهرا على بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع. وشددت الخارجية على أن البرهان «يدافع عن الشعب السوداني في وجه مخطط الإبادة الجماعية».
وفرضت الولايات المتحدة مساء أمس الخميس عقوبات على قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الألوف ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن أساليب الحرب التي ينتهجها الجيش تحت قيادة البرهان تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدام خارج نطاق القضاء.
وأعلنت واشنطن هذه الإجراءات، بعد أسبوع واحد فقط من فرض عقوبات على خصم البرهان في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين، محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال مصدران مطلعان لرويترز إن أحد أهداف العقوبات المفروضة هو إظهار أن واشنطن لا تنحاز لأي طرف.
البرهان يتحدى
وفي حديثه بين جنوده في وقت سابق من يوم الخميس، أبدى البرهان تحديه لاحتمال استهدافه بعقوبات.
وقال في تصريحات بثتها قناة الجزيرة «سامع في عقوبات ستفرض علي قيادات الجيش، نحن، أي عقوبات لخدمة البلد، نرحب بيها».
عقوبات على تسليح الجيش
وأصدرت واشنطن أيضا عقوبات على توريد الأسلحة للجيش وعلى شركة مقرها هونج كونج.
وتقضي الإجراءات المتخذة اليوم بتجميد أي أصول لهما في الولايات المتحدة ومنع الأميركيين بشكل عام من التعامل معهما. وقالت وزارة الخزانة إنها أصدرت تصاريح تسمح بمعاملات معينة، بما في ذلك الأنشطة التي تشمل البرهان ودقلو، حتى لا تعوق المساعدات الإنسانية.
وزجت الحرب التي اندلعت في أبريل/ نيسان 2023 بنصف السكان إلى براثن الجوع.
وفرضت عقوبات على دقلو، بعد أن قررت واشنطن أن قواته ارتكبت إبادة جماعية، ونفذت هجمات على المدنيين. كما نفذت قوات الدعم السريع حملات نهب أسفرت عن قتلى في الأراضي التي تسيطر عليها.
فشل محاولات التفاوض
وحاولت الولايات المتحدة والسعودية مرات كثيرة دفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات لكن الجيش رفض معظم المحاولات التي تضمنت محادثات في جنيف في أغسطس آب استهدفت في جانب منها تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
السيطرة على ود مدني
وكثف الجيش حملته العسكرية ليستولي هذا الأسبوع على مدينة ود مدني الاستراتيجية وتعهد باستعادة العاصمة الخرطوم.
واتهم خبراء في حقوق الإنسان وسكان الجيش بشن ضربات جوية عشوائية بالإضافة إلى هجمات على المدنيين، وأحدثها هجمات انتقامية في ود مدني هذا الأسبوع. وكانت الولايات المتحدة قد توصلت من قبل إلى أن الجيش وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب.
إخفاق أميركي
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الخميس إن من «المحزن حقا» أن واشنطن لم تتمكن من إنهاء القتال خلال توليه الوزارة، وذلك في مؤتمره الصحفي الأخير قبيل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في 20 يناير/ كانون الثاني.
وأضاف بلينكن أن السودان لم يشهد نهاية للصراع ولا «نهاية للانتهاكات ولا نهاية لمعاناة الناس» على الرغم من تحسن توصيل المساعدات الإنسانية بعض الشيء من خلال الجهود الدبلوماسية الأميركية. وتابع «سنواصل العمل هنا خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وآمل أن تتولى الإدارة المقبلة هذه المهمة أيضا».