الجارديان: ستارمر يعتزم دفع الاتحاد الأوروبى لإبرام ميثاق دفاعى وأمنى ببروكسل

ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن أزمة حقوق الصيد بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى تلقى بظلالها على آمال رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر فى تحقيق مسعاه بإبرام ميثاق دفاعى وأمنى خلال أول اجتماع حول الدفاع الأوروبي، الاثنين.

وأوضحت الصحيفة أن ستارمر تم دعوته للانضمام إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين لتناول العشاء فى بروكسل لمناقشة دفاع الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة، وهو الموضوع الذى اكتسب إلحاحًا بعد الغزو الروسى لأوكرانيا.

وأضافت أن الدعوة تأتى قبل انعقاد قمة الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة هذا الربيع، والتى من المفترض أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لتحسين العلاقات، على الرغم من أن النتائج المحتملة لا تزال غير واضحة.

وأوضحت أن عشاء العمل سيعقد فى قصر إيجمونت فى وسط بروكسل، وهو المرة الأولى التى يلتقى فيها رئيس وزراء بريطانيا بجميع زعماء الاتحاد الأوروبى السبعة والعشرين منذ خروج بريطانيا الرسمى من الاتحاد قبل 5 سنوات، لافتة إلى أن ستارمر سيلتقى أيضا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى مارك روتي، الذى يُنظر إليه على أنه أحد أكثر خبراء التواصل الأوروبيين مهارة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

والتقى ستارمر برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فى أكتوبر الماضي، حيث اتفق الجانبان على تعزيز التعاون “بوتيرة سريعة” بما فى ذلك فى مجال الأمن، لكن بعد مرور أكثر من 3 أشهر، بالكاد تقدم التعاون المشترك، خاصة وأن الاتحاد الأوروبى وضع إرشادات لإعادة ضبط العلاقات الثنائية تؤكد على ضرورة التوصل إلى اتفاق مبكر بشأن حقوق الصيد قبل المضى قدما فى مجالات أخرى.

وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية فى الاتحاد الأوروبى للصحيفة، دون الكشف عن هوياتهم، إن نهج حزمة التعاون بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى ينطبق على أى اتفاقية أمنية بين الطرفين، مع دعم أغلبية كبيرة من الدول الأعضاء لهذا النهج.

وقال أحد كبار الدبلوماسيين فى الاتحاد الأوروبى إن العلاقة مع المملكة المتحدة “تشمل العديد من المجالات المختلفة”، بما فى ذلك الأمن والطاقة ومصائد الأسماك والهجرة وتنقل الشباب واتفاقية الرعاية البيطرية، وقال إن جميعها مترابطة.

وأضاف الدبلوماسى لصحيفة “الجارديان” : “نحن نشارك بريطانيا فى المصالح الأمنية، ولكن فى الوقت نفسه، ولا مجال للمراوغة، فإن العلاقة المستقبلية بشأن مصائد الأسماك مهمة للغاية أيضا ، توجد مقايضة مباشرة بين الأسماك والأمن، لكن المفوضية، التى ستقود المفاوضات، ستضطر إلى إبقاء القضايا المختلفة بالتوازي”.

ويرغب الاتحاد الأوروبى فى تمديد اتفاقية ما بعد خروج بريطانيا الحالية بشأن حقوق الصيد، والتى تنتهى فى يونيو 2026، لكن ستارمر سيتعرض لضغوط من منظمة “إصلاح بريطانيا” للحصول على حصص أكبر لأساطيل الصيد البريطانية.

وذكرت الصحيفة أن الصراع حول حقوق صيد الأسماك يعيد إلى الأذهان مفاوضات خروج بريطانيا، عندما أصر الاتحاد الأوروبى على أنه “لن يتم الاتفاق على أى شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء”.

ونوهت بأنه من غير المتوقع أن تناقش المحادثات فى العشاء مثل هذه التفاصيل، أو أن تتوصل إلى أى استنتاجات رسمية.