الاخبار

افتتاح أول مصنع لإنتاج عبوات كرتونية صديقة للبيئة من ألياف الموز

رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم

0:00

   افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والمهندس محمد صلاح وزير الدولة للإنتاج الحربى،  مصنعًا جديدًا لإنتاج عبوات كرتونية صديقة للبيئة تعتمد على ألياف الموز. 

أقيم المصنع بالتعاون مع شركة “بابيريوس” الأسترالية، ويعد نموذجًا للمشروعات الخضراء التي تدعمها الحكومة المصرية، ويمثل خطوة أولى ضمن جهود أكبر للتوسع في استثمارات البيئية والمناخية في البلاد. 

وجاء هذا الإنجاز كأحد مخرجات مؤتمر الاستثمار البيئي والمناخي، حيث يهدف المشروع إلى تحقيق قيمة اقتصادية وبيئية ملموسة من خلال استغلال موارد طبيعية غير مستخدمة سابقًا في تصنيع منتجات ذات جودة عالية وصديقة للبيئة.

أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد أن الهدف من إنشاء هذا الخط الإنتاجي المتطور هو نقل وتوطين التكنولوجيا البيئية الحديثة في مصر. 

يساهم المشروع في تقديم حلول مستدامة لمعالجة المخلفات الزراعية، ويأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى دعم الصناعات الخضراء وتقليل الاعتماد على المنتجات البلاستيكية، التي تشكل تهديداً كبيراً للبيئة. 

ويتمحور هذا المشروع حول تحويل مخلفات زراعة الموز إلى ألياف يتم استخدامها في تصنيع عبوات كرتونية صديقة للبيئة، والتي يمكن أن تحل بديلاً مثالياً عن البلاستيك في التعبئة والتغليف.

أهمية الاستفادة من مخلفات زراعة الموز 

أشارت وزيرة البيئة إلى أن مصر تزرع نحو 120 ألف فدان من الموز سنوياً، مما يولد حوالي 12 مليون طن من المخلفات الزراعية، وبدلاً من اللجوء لطرق التخلص التقليدية لهذه المخلفات، التي قد تسبب انبعاثات غازية ضارة، يتيح هذا المشروع إمكانية إعادة تدوير هذه المخلفات وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية وبيئية، ومن خلال إعادة تدوير حوالي 10 آلاف طن من ألياف الموز، يساهم المشروع في تقليل استخدام البلاستيك، ويعزز من إمكانية تحقيق العوائد البيئية والاقتصادية في آن واحد.

الخطوات التنفيذية لتأسيس المشروع

 بدأت الخطوات الفعلية للمشروع بتأسيس مصنع في محافظة سوهاج، حيث تقوم شركة “بابيريوس” الأسترالية بتحويل مخلفات الموز إلى ألياف، ثم تبع ذلك إنشاء خط إنتاج أوتوماتيكي في مصنع 200 الحربي لإنتاج العبوات الكرتونية، بقدرة إنتاجية تصل إلى 60 مليون عبوة كرتونية سنوياً. 

يمتاز هذا الخط بتقنيات متقدمة تتيح مراحل متعددة من الإنتاج تشمل التخزين والتجفيف والتشكيل باستخدام مكابس خاصة وأفران تجفيف حديثة، مما يساهم في تحسين جودة المنتجات ورفع كفاءتها الاقتصادية.

أبعاد المشروع الاقتصادية والاجتماعية 

إلى جانب تحقيقه لعوائد اقتصادية هامة من خلال إنتاج وتصدير عبوات كرتونية بجودة عالية، يسهم المشروع في تعزيز الاعتماد على المنتج المحلي وتقليل الاستيراد، مما يخفض من نفقات الدولة على الأسمدة العضوية المستوردة بحوالي 5 مليون دولار سنوياً.

 يُقدّر العائد السنوي المتوقع من تصدير المنتجات بنحو 1.5 مليون دولار للخط الواحد، بالإضافة إلى 3 مليون دولار من عائدات تصدير المجمع. 

كما يوفر المشروع حوالي 110 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يدعم التوجهات الحكومية نحو توفير فرص عمل جديدة للمواطنين ورفع المستوى المعيشي.

التحديات والفرص الاستثمارية

 أشار وزير الإنتاج الحربي المهندس محمد صلاح الدين إلى أن المشروع يمثل نموذجاً للتعاون المثمر بين القطاعين الحكومي والخاص، ويأتي في سياق استجابة وزارة الإنتاج الحربي لدعم جهود الدولة في تحقيق التنمية الصناعية المستدامة، هذا التوجه يتماشى مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتشجيع القطاع الخاص على المشاركة الفعالة في تحقيق التنمية الشاملة. كما يعكس المشروع التزام وزارة الإنتاج الحربي بتوفير حلول مبتكرة ومستدامة للحد من الآثار البيئية الضارة وتحويل المخلفات الزراعية إلى موارد اقتصادية.

الخطط المستقبلية والتوسع في المجال البيئي

أعلنت وزيرة البيئة عن إطلاق منصة إلكترونية قريباً ستتيح لممثلي القطاع الخاص والشركات فرصة الاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف المجالات البيئية، من خلال هذه المنصة، سيتمكن المستثمرون من استكشاف مجالات جديدة تتعلق بإعادة تدوير المخلفات بأنواعها وتطوير الصناعات الخضراء، بما يعزز من القدرة على استقطاب رؤوس الأموال المحلية والدولية.

التجربة المصرية في التصنيع البيئي وأثرها الإقليمي 

يمثل هذا المشروع خطوة أولى على طريق تأسيس تجربة مصرية رائدة في مجال التصنيع البيئي، حيث تتبنى الحكومة مشروعات مبتكرة قائمة على إعادة تدوير المخلفات الزراعية، ومع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا البيئة والمناخ، من المتوقع أن تلعب مصر دوراً ريادياً على الصعيد الإقليمي في تعزيز الاستثمارات البيئية والترويج لمبادرات الاقتصاد الأخضر.

 إن إنشاء مصانع مماثلة تعتمد على تحويل المخلفات إلى منتجات ذات جودة عالية وسوق تنافسية، يفتح آفاقاً جديدة أمام الصادرات المصرية ويعزز من مكانتها كدولة تسعى للتنمية المستدامة.

التطلعات نحو المزيد من المشاريع البيئية: ختاماً، يأتي افتتاح هذا المصنع ضمن سلسلة من المشاريع التي تهدف إلى دفع عجلة الاستثمار البيئي في مصر. فالاستثمار في الصناعات الخضراء، خاصة تلك التي تعتمد على تحويل المخلفات الزراعية إلى منتجات صناعية، يمكن أن يكون أحد الأسس التي تدعم النمو الاقتصادي وتعزز من توفير موارد محلية جديدة. 

هذا المشروع لا يمثل مجرد نجاح تقني أو اقتصادي فحسب، بل هو رسالة تعبر عن طموح الحكومة المصرية للارتقاء بمكانة مصر على خريطة الاقتصاد الأخضر العالمية، وتسليط الضوء على دورها الفاعل في دعم جهود التنمية المستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى