اعترافات خطيرة.. خفايا تلفيق النظام السوري اتهامات لسعد الحريري بتهريب سلاح ومتفجرات
كشف حيدرة بهجت سليمان، أحد المقربين السابقين من آل الأسد، عن خفايا تلفيق النظام السوري قصة اتهام سعد الحريري والنائب السابق عقاب صقر بتهريب سلاح ومتفجرات إلى سوريا.
وفي اعتراف خطير، أمس الجمعة، لفت حيدرة، نجل اللواء بهجت سليمان، المتهم باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، إلى أنه «تم الترويج لذلك من قبل الجيش السوري الإلكتروني، وعدة كيانات إعلامية تابعة له ومؤيدة للنظام».
بإشراف الرئاسة السورية
وأضاف: «تم نشر هذه الاتهامات بإشراف المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية السورية حينها، الذي أعطى الضوء الأخضر للحملة الملفقة التي تم تضخيمها، على خلفية شاحنة مساعدة آتية من تركيا وروجوا بأنها تحوي أسلحة ومتفجرات».
وأوضح أن «النظام اختار الرد بهذه الطريقة على خلفية موقف تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري المؤيد للمعارضة، وذلك بغية حرف الأنظار عما يجري في البلاد بتلك الطريقة، عبر تلفيق القضية غير الصحيحة للرد على موقف التيار المعارض للنظام».
وفي ديسمبر/ كانون الأول عام 2012، أصدر القضاء السوري مذكرتي اعتقال بحق رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري والنائب عقاب صقر المنتمي إلى كتلة الحريري النيابية، بتهمة إرسال أسلحة إلى سوريا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني قوله إن القضاء السوري سلم المكتب الإقليمي لمجلس وزراء الداخلية العرب في دمشق مذكرتي احتجاز بحق الحريري وصقر.
وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) -آنذاك- صدور المذكرتين، مشيرة أيضاً إلى مذكرة ثالثة بحق مسؤول النشاطات السياسية والإعلامية في الجيش السوري الحر لؤي المقداد.
«تسجيلات صوتية مجتزأة»
جاء ذلك بعد نشر وسائل إعلام قريبة من دمشق في لبنان تسجيلات صوتية للنائب اللبناني عقاب صقر، يتحدث فيها مع معارضين سوريين يطلبون أن يزودهم الحريري بالسلاح.
لكن صقر، نفى الاتهامات في وقت لاحق، خلال مؤتمر صحفي في تركيا، أكد فيه أن التسجيلات مجتزأة، ونشر تسجيلات صوتية قال إنها «التسجيلات الكاملة» يسمع فيها وهو يقول لمحدثيه إنه لا يستطيع إعطاءهم سلاحاً، وإن مساعدات الحريري إلى الشعب السوري تقتصر على الشق الإنساني.
وتوفي اللواء بهجت سليمان، سفير سوريا السابق لدى الأردن، في 25 فبراير/ شباط 2021 عن عمر ناهز 72 سنة، وكان بهجت سليمان من أبرز المطلوبين الواردة أسماؤهم في تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
اغتيال رفيق الحريري
في صباح يوم 14 فبراير/شباط 2005، كان رفيق الحريري – الذي كان آنذاك نائباً في البرلمان – يتنقل في موكب بالقرب من فندق سان جورج في بيروت، عندما انفجرت قنبلة مخبأة في شاحنة.
واغتيل الرئيس الحريري جراء الانفجار الذي استخدمت فيه 1800 كيلوغرام من مادة «تي إن تي» (TNT)، مع 21 شخصاً آخرين، بينهم وزير الاقتصاد باسل فليحان الذي كان برفقته في سيارته.
وكان الحريري أحد أبرز السياسيين السنة في لبنان، وقد أيد قبل وفاته دعوات لسحب سوريا لقواتها التي كانت موجودة في لبنان منذ عام 1976 بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد.
وأدت عملية الاغتيال إلى خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً على الحكومة. واستقالت الحكومة بعد أسبوعين وسحبت سوريا قواتها من لبنان.
وبعد جمع الأدلة، أنشأت كل من الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية المحكمة الخاصة بلبنان في عام 2007 للتحقيق في التفجير. وفي النهاية، حوكم أربعة أشخاص غيابياً بتهم تضمنت التآمر لارتكاب عمل «إرهابي».
ودخل سعد الحريري معترك السياسة بعد اغتيال والده، إلا أنه غادره لاحقاً، ليترك فراغاً في الساحة السنية، التي يعد تياره الأكثر تمثيلاً لها في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية والسياسية.