ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على جنين وتصاعد المواجهات في نابلس – قناة مصر اليوم
انتشرت وحدات الجيش اللبناني، اليوم السبت، في مناطق جنوب الليطاني بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلنت السلطات اللبنانية أن قيادة الجيش تتابع التنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في ما يخص الوضع في المنطقة، ضمن إطار القرار 1701.
ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية.
واتهم الجيش اللبناني إسرائيل، اليوم السبت بـ«المماطلة» في الانسحاب من مناطق حدودية في جنوب البلاد، غداة تأكيد إسرائيل أنها لن تنجز ذلك بحلول الأحد مع انتهاء مهلة الستين يوما المدرجة ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
مماطلة إسرائيلية
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ اعتبارا من فجر 27 نوفمبر/تشرين الثاني، ووضع حدا لمعارك عنيفة بين إسرائيل وحزب الله، بدأت بتبادل القصف عبر الحدود في أكتوبر/تشرين الأول 2023 على خلفية الحرب في قطاع غزة، وتوسع إلى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر/أيلول 2024، تخللتها عمليات برية إسرائيلية.
وبموجب الاتفاق الذي أبرم بوساطة أميركية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوما، أي بحلول 26 يناير/كانون الثاني، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
كما يتوجب على الحزب سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع الى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالى 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.
وأكد الجيش اللبناني أنه يواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيقه، وقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وأضاف «حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي».
وأتى ذلك غداة إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن انسحاب قواته سيتواصل بعد مهلة الستين يوما، معتبرا أن لبنان لم يحترم التزاماته بشكل كامل.
وتتولى لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا إضافة إلى لبنان وإسرائيل واليونيفيل، مراقبة الالتزام ببنود الاتفاق والتعامل مع الخروق التي يبلغ عنها كل طرف.
وسبق للطرفين أن تبادلا الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار.
مشاورات مكثفة
وأعلنت الرئاسة اللبنانية السبت أن رئيس الجمهورية جوزيف عون واصل اتصالاته ومشاوراته الكثيفة لمواكبة الأوضاع في الجنوب، في ضوء التطورات والممارسات الإسرائيلية الخطيرة.
وأوضحت أن عون تلقّى اتصالا من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض خلاله التطورات في الجنوب، والجهود المبذولة لضبط التصعيد وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، والإجراءات الواجب اعتمادها لنزع فتيل التفجير.
شدد عون لماكرون على ضرورة إلزام إسرائيل تطبيق مندرجات الاتفاق حفاظاً على الاستقرار في الجنوب، ووقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي الى مناطقهم.
وكان حزب الله اعتبر في بيان أصدره الخميس أن أي تجاوز لمهلة الـ 60 يوماً يُعتبر تجاوزاً فاضحاً للاتفاق وإمعانا في التعدي على السيادة اللبنانية ودخول الاحتلال فصلا جديدا.
وأكدت إسرائيل أن من أهداف المواجهة التي خاضتها مع حزب الله، إبعاد مقاتليه من حدودها الشمالية، والسماح لعشرات الآلاف من مواطنيها بالعودة الى منازلهم في شمال إسرائيل، بعدما نزحوا عنها إثر بدء تبادل القصف عبر الحدود عام 2023.
وعلى الجانب الآخر، أدى القصف الجوي والعمليات البرية الإسرائيلية إلى نزوح مئات الآلاف من مناطق لبنانية تعد معاقل للحزب مثل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
تهديدات إسرائيلية
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن نازحين من المناطق الحدودية تلقوا السبت اتصالات على هواتفهم من أرقام دولية متعددة يطلب فيها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عدم العودة إلى بلداتهم يوم غد الأحد ويحذرهم من ذلك.
وأشارت الوكالة الى إصابة شخص في بلدة القنطرة بجنوب لبنان بطلقة نارية من قوات إسرائيلية، مشيرة الى أن الأخيرة قامت كذلك بإغلاق مداخل بعض القرى بالسواتر الترابية لمنع الأهالي من الوصول إليها، وتجريف الطرق عند مداخل قرى أخرى.
ودعا الجيش اللبناني، اليوم السبت، الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات «العدو الإسرائيلي».