«أكثر من جريمة».. مأساة عائلة فلسطينية بعد مقتل أطفالها في غارة إسرائيلية بالضفة الغربية
كانت بتول بشارات ابنة العشر سنوات تلعب مع شقيقها رضا الذي يصغرها بسنتين في قريتهما بالضفة الغربية المحتلة. وخلال لحظات، قتلت غارة إسرائيلية بطائرة مسيَّرة الطفل مع اثنين من أبناء عمومتهما، يوم الأربعاء الماضي.
وتروي بتول في منزل عائلتها في قرية طمون شمال الضفة لوكالة فرانس برس عن أخيها رضا: «كانت علاقتنا جميلة للغاية. آخر مرة لعبنا سويا كانت المرة الأولى التي لعبنا فيها دون أن نتهاوش».
جلست الطفلة على حافة خرسانية خارج منزل عائلتها، وعند قدميها حفرة لا يزيد عرضها عن قبضتي يد هي مكان سقوط الصاروخ الذي أطلقته المسيَّرة.
وخلفها، بدت آثار الشظايا على الجدار، وكانت خطوط من الدماء ما زالت على الحافة.
قالت بتول: «كان يعنيني كثيرا، هو أحسن شيء في الدنيا. قبل ما يستشهد بدقائق قبلني وحضنني… أشتاق إليه».
ضحايا الغارة الإسرائيلية
بالإضافة إلى رضا، قُتل في الغارة حمزة (10 سنوات) وآدم (23 عاما).
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء قصف «خلية إرهابية» في منطقة طمون. وفي رده على استفسارات فرانس برس، قال إنه «يحقق في الحادثة» ومقتل المدنيين.
اللحظات الأولى بعد الغارة
ابن عم بتول، أُبَيْ (16 عاما)، شقيق آدم، كان أول من خرج من البيت ليجد الجثث، قبل أن يأتي جنود إسرائيليون ويأخذوها.
وروى لوكالة فرانس برس: «كنت في المنزل وسمعت صوت الانفجار وخرجت. لم أتمكن من إزاحة أي منهم. جاء الجيش ولم يسمح لنا. قاموا بتفتيش المنزل وأخذوهم».
وأضاف أن الجيش طلب ممنفي البيت الانبطاح أرضا وصادر هواتفهم النقالة.
في وقت لاحق من الأربعاء، أعاد الجيش الجثث، التي دفنت بعد ذلك. واستقبلت العائلة المعزين بعدها بيوم.
حزن عميق
وقف والد آدم، خير الدين بشارات، وقد اكتسى وجهه بالحزن، يستقبل المعزين من الجيران والأقارب.
وقال الأب: «عادة، يكون هناك حوالي ستة أو سبعة أطفال يلعبون معا، أمام المنزل. لو ضرب الصاروخ وهم جميعا هناك، لكان من الممكن أن يُقتل عشرة أطفال».
وعلم خير الدين الذي يعمل في مقلع في غور الأردن بما جرى وهو في موقع عمله. وقال إن آدم الذي يعمل عادة معه اختار البقاء في المنزل لبعض الراحة بعد رحلة عمرة إلى مكة المكرمة.
وأضاف: «كان خلوقا ومحترما وملتزما… لا علاقة له بأي مقاومة أو جماعات مسلحة».
«أكثر من جريمة»
وأضاف: «ما حدث أكبر من جريمة. تقوم بقصف أطفال في بيتهم وتقطعهم أشلاء. ثم تدخل بهمجية وعنجهية وتصادر الأغطية من بيوتهم» للف الجثامين.
وتساءل: «ما الدافع؟ ما السبب؟ … لا يوجد أي نوع من الاعتذار أو من الاعتراف بوقوع خطأ».
وتابع: «لمن نلجأ؟ لا يوجد جهة معينة تدافع عنا».
تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس المباغت على إسرائيل.
والإثنين، قُتل ثلاثة مستوطنين وأصيب سبعة أشخاص في هجوم بإطلاق النار قرب قرية الفندق في شمال الضفة الغربية المحتلة.
ووفقا لوزارة الصحة في رام الله، قُتل ما لا يقل عن 825 فلسطينيا في الضفة الغربية في هجمات للجيش الإسرائيلي أو برصاص مستوطنين، منذ ذلك الوقت.
كذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، وفقا لأرقام رسمية إسرائيلية.