أسير محرر يكشف ما حدث لمروان البرغوثي بعد 7 أكتوبر داخل سجون الاحتلال
قال الأسير الفلسطيني المحرر بشار شواهنة إن القيادي الكبير في حركة فتح مروان البرغوثي، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، يواجه إجراءات عقابية قاسية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ يجري عزله بشكل متكرر ونقله من زنزانة إلى أخرى، في محاولة لكسر معنوياته وفرض عزلة عليه بعيدًا عن الأسرى الآخرين، على حد وصفه.
وأضاف شواهنة، في مقابلة مع الجزيرة مباشر، أن البرغوثي تعرَّض لاعتداءات جسدية متكررة، خاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ضمن حملة إسرائيلية تستهدف قادة المقاومة داخل المعتقلات.
وأكد شواهنة أن إدارة السجون الإسرائيلية تتعمد التضييق على الأسرى القادة، إذ يخضعون لظروف احتجاز أكثر قسوة من بقية الأسرى، وتشمل حرمانهم من الزيارات العائلية، ومنعهم من التواصل مع بقية المعتقلين الفلسطينيين.
وأضاف أن البرغوثي نُقل مرارًا إلى زنازين العزل الانفرادي، مشيرًا إلى أن وحدات القمع الخاصة التابعة لإدارة السجون تعمدت الاعتداء عليه بالضرب الشديد خلال عمليات نقله.
21 عامًا من الاعتقال
وأكد الأسير المحرر بشار شواهنة، الذي أُفرج عنه حديثًا بعد أكثر من 21 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أن هذه السنوات كانت صعبة للغاية، خاصة في الأشهر الستة الأخيرة التي تزامنت مع العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة والضفة الغربية. وكان شواهنة قد حُكم عليه بالسجن 28 عامًا، إلا أنه نال حريته ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
وعبَّر شواهنة عن مشاعر الفرح التي غمرته فور لقاء عائلته، مشيرًا إلى أن لحظة احتضان والدته وابنه وأفراد أسرته كانت الأكثر تأثيرًا في حياته.
وأعرب عن تقديره العميق لأبناء الشعب الفلسطيني الذين استقبلوه بحفاوة، مؤكدًا أن هذا الاحتضان الشعبي يعكس مدى الدعم والتقدير الذي يحظى به الأسرى المحررون.
أوضاع الأسرى بعد 7 أكتوبر
وتحدَّث شواهنة عن الظروف القاسية التي يعيشها الأسرى داخل سجون الاحتلال، خاصة بعد السابع من أكتوبر، مشيرًا إلى أن الأوضاع داخل المعتقلات أصبحت أسوأ من أي وقت مضى منذ عام 1967.
وأوضح أن الأسرى في سجن النقب وسجن جلبوع يعانون بشكل خاص إجراءات قمعية غير مسبوقة، تشمل نقص الغذاء وسوء الأوضاع الصحية وانعدام النظافة، مما أدى إلى انتشار مرض الجرب بينهم، مع إهمال متعمَّد من إدارة السجون.
وكشف شواهنة عن تعرُّض الأسرى لاعتداءات جسدية متكررة، خاصة خلال عمليات النقل إلى المحاكم أو أثناء التحقيقات. وأشار إلى أن وحدات الأمن والتفتيش الإسرائيلية تمارس العنف والتنكيل ضد الأسرى، موضحًا أن الأسرى الإداريين الذين يُنقلون باستمرار إلى المحاكم، يعانون معاناة مضاعفة، ويتعرضون للضرب وسوء المعاملة أثناء عمليات النقل.
ووصف شواهنة سجن النقب بأنه الأصعب من بين السجون التي تنقّل بينها خلال فترة اعتقاله، مؤكدًا أن جميع الأسرى هناك تعرضوا للضرب والتنكيل. وأضاف أن الأقسام المختلفة داخل السجن، سواء الخيام أو الكرفانات، شهدت عمليات قمع ممنهجة لم تتوقف منذ بدء الحرب الأخيرة.
وفي ختام حديثه، وجَّه شواهنة الشكر للشعب الفلسطيني على استقباله الحافل، وللدول التي أسهمت في إنجاز صفقة التبادل، وعلى رأسها مصر وقطر. كما شكر “الجزيرة” على نقل الحقائق إلى العالم، مؤكدًا أن الأسرى ما زالوا يعانون في سجون الاحتلال، وأن قضيتهم يجب أن تبقى أولوية على المستويات كافة.
