ممثلو أمريكا وألمانيا ودول نامية يغادرون قمة المناخ اعتراضا على ميزانية المناخ
غادر مجموعة من المبعوثين وممثلي الدول الاجتماع الدولي المالي في قمة المناخ للاتفاق على زيادة الميزانية العالمية لمواجهة تأثيرات تغير المناخ والتي تتولى دفعها الدول المتقدمة، وذلك رغم تمديد المؤتمر المستمر منذ أسبوعين ليوم إضافي لحين التوصل لاتفاق.
وغادر المبعوث الأمريكي للمناخ جون بوديستا الاجتماع وسط اعتراض نشطاء البيئة خارج غرفة الاجتماع هاتفين “عار.. لقد وعدتم بدفع حصتكم العادلة”،بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وغادرت الاجتماع أيضا الممثلة الألمانية للسياسة المناخية الدولية جينيفر مورجان، وكانت تبدو قاتمة، كما رفضت التعليق للصحفيين على مغادرتها للاجتماع.
وتوجه وزير التغير المناخي الأسترالي كريس بوين بالفعل إلى المطار للحاق بطائرته إلى أستراليا،استعدادا لحضور جلسة البرلمان المقررة، الاثنين المقبل، لكن لا يزال بقية الوفد الأسترالي في باكو لمتابعة المفاوضات.
وغادرت الاجتماع أيضا مجموعتان تمثلان سلسلة من الدول النامية المشاركة، وهما تحالف الدول الجزرية الصغيرة وتحالف أقل البلدان نموا،حيث قالت المجموعتان إنهم يريدون ضمان 30٪ من تمويل المناخ، ثم خرجوا من غرفة الاجتماعات.
وفي حديثهم مع الصحفيين بعد الخروج،أعرب ممثلو سيراليون وساموا عن إحباطهم من المحادثات،مؤكدين انسحابهم من المفاوضات لشعورهم بفقدان الأمل في التوصل إلى صفقة عادلة، موضحين: “نشعر بأن لم يسمعنا أحد، ورغم أن الصفقة لابد من إبرامها، لا أحد يتشاور معنا.. لقد انسحبنا لأننا في الوقت الحالي لا نشعر بأن أحداً يسمعنا”.
وقال ممثل سيراليون: “نحن البلدان الأكثر تضررا على الأرجح بتغير المناخ، ولم تساهم بلداننا كثيرا (في تفاقم الظاهرة المناخية) ولكننا متأثرون بها، ولهذا السبب نحن هنا للتفاوض نيابة عن بلداننا، لقد أوضحنا احتياجاتنا ورغباتنا، لكن تم تجاهلنا.. ولهذا السبب انسحبنا”، وفقا لصحيفة “الجارديان”.
وأثارت مسودة الاتفاق النهائي المقترحة، أمس الجمعة، خلافا جماعيا، حيث نصت على تولي الدول المتقدمة زمام المبادرة في توفير 250 مليار دولار من التمويل المناخي السنوي لمواجهة تأثيرات الاحتباس الحراري بحلول عام 2035، وهو ما أشعل انتقادات من مختلف الأطراف.
وشهدت المحادثات، المستمرة منذ أسبوعين، انقساما بين حكومات الدول المتقدمة التي تقاوم الميزانية المكلفة التي يتعين عليهم دفعها، والدول النامية التي تضغط للحصول على المزيد من التمويل لمواجهة آثار تغير المناخ في أراضيها.
وحتى وقت متأخر من أمس “الجمعة”، توقع المحللون أن ترتفع الميزانية المقترحة عن 250 مليار دولار، موضحين أن هذا المبلغ بالنسبة للاتحاد الأوروبي وغيره من المساهمين لن يتطلب سوى زيادة متواضعة عما ينفقونه بالفعل على تمويل مبادرات المناخ.