معها مفتاح الأمان من القرن السادس الميلادي.. حكاية قبيلة الجبالية المسئولة عن رعاية دير سانت كاترين | صور
الخميس 21/نوفمبر/2024 – 08:34 ص
تحرص قبيلة الجبالية أحد أكبر القبائل البدوية بجنوب سيناء وأقدمها بمدينة سانت كاترين، على تأمين الدير ومساعدة الرهبان في إعداد طعامه وزراعة المزروعات الخاصة بالدير، ومعهم مفتاح الأمان من القرن السادس الميلادى وحتى الآن.
أين تقيم قبيلة الجبالية؟
يقيم أبناء القبيلة بهذه المدينة وهي مقسمة لعشائر وأرباع كما يطلق عليهم: عشيرة أولاد جندي وأرباع الحمايدة وأولاد سليم والوهيبات وعشيرة أولاد بخيت، ويعيش ما يقرب من 80% منهم بهذه المدينة والـ 20% موزعين على باقي مدن جنوب سيناء، ولهم تاريخ عريق ممتد منذ القرن السادس الميلادي حتى الآن، ويعملون في مهنة حراسة الدير والأدلة البدوية والأنشطة السياحية، وهي مهن الأجداد توارثها الأحفاد والأجيال الحالية.
وقال حسام صبحى مدير آثار سانت كاترين لـ مصر اليوم، إن قبيلة الجبالية لها تاريخ مشرف عبر العصور، إذ يتميزون بالطيبة والأخلاق وكرم الضيافة وعشقهم لوطنهم وتقديرهم للضيوف، بالإضافة إلى أصلهم العريق منذ زمن الإمبراطور جستنيان عندما رغب في تأمين الدير من الخارج، فأصدر أوامر بإرسال حاميات عسكرية من الإسكندرية، ومن منطقة الأناضول بزويهم، ويقال في المصادر أن عددهم بلغ 200 فرد، وهذه الحاميات العسكرية سكنت المناطق الجبلية المحيطة بالدير، وكان هذا المجمع السكني موضوع الحفائر أحد هذه المجمعات والتي كان الهدف منها هو حماية الدير والرهبان، ويقال أن أصل بدو المنطقة الحاليين يعود إلى هذه الحاميات، وهم الآن قبيلة كبيرة تسمى الجبالية نسبة إلى الجبال، وهي من أشهر القبائل بكاترين، ويذكر أن الإمبراطور جستنيان أرسل 100 عائلة لحراسة الدير، وأمر بإرسال 100 أخرى من مصر.
أسباب تسمية قبيلة الجبالية بهذا الاسم؟
وأكد حسام صبحي، أن هذه القبيلة عرفت بالجبالية نسبة إلى المناطق الجبلية التي سكنوا بها، وبالخصوص جبل موسى، وهم حراس الدير حاليا ويقومون بخدمة الدير وجبل موسى منذ القرن السادس الميلادى وحتى الآن.
وأوضح صبحي، أن أبناء هذه القبيلة هم المنوطين بحماية الدير منذ القرن السادس وحتى الآن، وتجد علاقات طيبة بين رهبان دير سانت كاترين وبين بدو قبيلة الجبالية، حيث لا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر، وتحولوا إلى الإسلام في القرن السابع والثامن الميلادي.
الجبالية تساعد الرهبان في بعض شئون الدير
وكشف صبحي أن حراس الدير يساعدون الرهبان وخدمة الدير في كل أعمالهم خارج وداخل الدير، إذ يساعدون الرهبان في عمل الخبز، وإعداد الطعام وأعمال النظافة، والمهام الأخرى داخل الدير، وكذلك يعتمد الدير عليهم اعتمادا كليا في زراعة البساتين الخاصة بالدير المنتشرة في أودية سانت كاترين.
حراسة دير سانت كاترين مهنة الأجداد توارثها الأحفاد
وتوارث أبناء قبيلة الجبالية على مر العصور حراسة دير سانت كاترين، والعمل على مساعدة الرهبان، أو العمل في مجال الدليل البدوي بين الجبال الوعرة أو في الإرشاد السياحي للسائحين، وفي جميع المجالات سواء في تسلق جبل موسى أو داخل الدير أو بالمحمية أو بالوديان الملونة، أو تجهيز المعسكرات لاستقبال الزائرين، أو تأجير الدواب مثل الإبل وغيرها لخدمة الراغبين في صعود جبل موسى.
وأشار مدير آثار سانت كاترين، إلى أن الرهبان يعملون على رد الجميل لأبناء الجبالية بمساعدتهم في جميع الأعمال والعمل على شئون الدير والزراعة، ويقدمون الخدمات والأعمال الخيرية لبدو قبيلة الجبالية، من رعاية طبية ورواتب ومساعدات شهرية للأسر غير القادرة، وهذه العلاقة القوية ممتدة منذ القرن السادس الميلادى وحتى الآن.